قصة المرحوم باب ولد حمادي الذي تخلت عنه الدولة وتركته وحيدا يصارع الموت ٧ كم فقط من النعمة

أربعاء, 08/07/2020 - 22:53

تصوروا لو أن مليونيرا ضاع في الصحراء كم من الجيوش ستستنفر وكم من المروحيات استأجر 

تصوروا لو أن بن رئيس ضاع أو بن وزير ضاع او بن قائد أركان ضاع تصوروا واحسبوا من سيتخلف عن البحث عنهم لا أحد .

لقد عشنا في مدينة النعمة مأساة حقيقية دامت أسبوعا كاملا نساء ضعيفات ورجال بلا إمكانات واصلوا البحث عن المرحوم باب ولد حمادي اسبوعا كاملا وما من معين 

تقاعست الدولة عنه فقط لسبب بسيط لأنه ضعيف ومريض و مسالم ولم يؤذ أحدا

أسبوع كامل ونحن نبحث عنه ونوجه النداءات وما من معين .

اليوم وعلي بعد سبع كيلومترات فقط من مدينة النعمة وجد الرجل المسكين ميتا في الصحراء منذ خمسة أيام يفترش التراب ويلتحف الشمس بجثته الضعيفة.

حق لباب أن يبكي بالدم بدل الدموع لأنه ضعيف ووحيد ومن دون أب او أم 

حق له أن يعتذر لأسرته وأهله من دولة تخلت عنه ولم تتكلف عناء البحث عنه في محيط لا يتجاوز ٧ كيلومترات

هكذا يموت الضعفاء عندنا

هكذا يموت الفقراء

هكذا يموت الطيبون 

والعناية الإلاهية وحدها هي التي حمت المرحوم من أن تأكله الذئاب او تنهشه الكلاب.

إنه يوم حزين حقا بالنسبة لأسرته الصغيرة وبالنسبة لكل ذي قلب ينبض بالرحمة والشفقة

انا لله وانا اليه راجعون