ولد ابريد الليل ...من يحب السلم يصنع الحرب

أربعاء, 24/10/2018 - 22:06

حين استولي ميشل عفلق وصلاح البيطار علي افكار الملحد زكي الارسوزي تشكل ما يسمي بحزب البعث العربي وحين انضم اليهما أكرم الحوراني تغير اسم الحزب الي حزب البعث العربي الاشتراكي

يجمع أغلب الدارسين علي  أن هذا الحزب وأصحابه كانوا أنصاف متعلمين وكل ما كانوا يحملونه هو مجرد شعارات جوفاء حاولوا إضفاء القداسة عليها و حرموا تحليلها خوفا من أن يراها الناس كما هي علي حقيقتها المسروقة من الارسوزي الذي ورثها من المدرسة الفرنسية حيث تعلم

هذه الافكار يمكن أن تجمل : في :  "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة" "الطليعة" "البعث" "الأصالة" "قدر الأمة" "الموضوعية" "المرحلة التاريخية" "اللحظة التاريخية" "الوحدة" "الحرية" "الاشتراكية" "المؤامرات الاستعمارية" "العوامل السلبية" "الثورة" "إجهاض الثورة" "العنف الثوري" "الطهر الثوري" العهر الثوري"....

عفلق مسيحي سرق أفكار ملحد <الارسوزي> و تزوج سنيا هو البيطار فولدا إلحادا وكفرا بواحا تجلي في أشعار مناصريهم :

آمنت بالبعث رباً لا شريك له              وبالعروبة ديناً ما له ثاني

ومقولاتهم الشهيرة التي تحمل كفرا صريحـــا : الحياة مادة والدين مخدر للشعوب .....

في سبعينات القرن الماضي وثمانينياته اختار يائسون موريتانيون حقنة مهدئة من  الكفر هي البعث العربي بدلا من الكفر البواح  الشيوعية الماركسية ....

وطفقوا يضلون ويضللون ....

طحنتهم ماكينة القمع إذ ذاك وكانت بهم أرحم حين تركت البعض منه يواصل علي علم ضلاله وتضليله ...

خوض وابليس دخلو ذا الفنْ ........ويعن ابليس خوضي ما عنْ

هذا وقد تهافتت مواقع الإخوان منذ أيام علي مقال لولد ابريد الليل وقسموه الي حلقتين ومططوه و اشبعوه دعاية وربما يفكرون في تحويله الي مسلسل تلفزيوني مع انه لم يكن بقيمة المقال لا التحليلي ولا التفصيلي ولا المقال ذا اللغة الادبية الرصينة وأقرب ما يكون الي سرد تاريخي لأحداث الكل يعرفهـــا : حل مجلس الشيوخ ، واعتقال ولد غده وبيرام ومتابعة ولد بوعماتو 

أي جديد أتي به الرجل لا شيء لكنه قد يكون له قيمة كبري عند الاخوان خاصة في هذه الظرفية التي يمرون بها وهم يرون قلاعهم تنتزع منهم ....

لكن نسوا أن الرجل هنا يكتب ليس من أجل عيونهم بل من أجل عيون بعيدة تمتلك مالا وجاها وبإمكانها أن تدفع

والخلاف في الثمن الذي قبضه الرجل  من أجل الكتابة أما الأمور الأخري التي تضمنها المقال غير المتعلقة بالرجلين فلا تتعدي حمولة السيل وكي تغطي علي الهدف من الكتابة أصلأ 

شكرا لأنك أخبرتنا عن حضارة السوس والماندينك والغيو والمانو والبيتي والباولي و تحدثت عن سنجاتا كيتا وشيخو توري والحاج عمر تال والفوتي و ذكرتنا أنك درست تاريخ أقوام أمجاد لا تريد أن تحاكيهم

شكرا علي إفهامك لنا وحديثك المسهب والطويل والتوضيحي عن الروابط بين الفلان في مالي والنيجر وبوركينا والكمرون ونيجريا ....

واريت مقدرتك علي مدح أشخاص من غير أبناء جلدتك الذين لم تدخر لهم غير الذم والسب ....

قد لا يكون ولد ابريد الليل مصابا بالحمي لكنه بالطبع يحتاج الي اسم أبيه كيف تنخفض حرارته ويعود جسمه الي توازنه فالرجل أصبح كالمصاب بالهذيان تارة يخلد في نوم عميق وتارة يعود الي وعيه فيقفز من سريره اذا طرق الباب طارق .....

للأسف ولد ابريد الذي كان يعد مرجعية تاريخية سقط في جنح ليل بهيم من السفينة و تولي عن الزحف وحرف الحقائق التاريخيىة حين أراد للجنود أن يبقوا مع القواعد وان يتدثروا في اغطيتهم مع الجبناء

حوافر الخيول وسيوف أبطال كخالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص ، ومحمد الفاتح ، وطارق بن زياد وابراهيم بن الأغلب و صلاح الدين الايوبي ويوسف بن تاشفين  هي التي فتحت العالم أمام المسلمين ورسمت خارطة العالم الاسلامي الحالية 

همم الرجال أقوي من تخريفات مهلوس ...

لا اريد أن اذكرك  كيف وصلت الجيوش الاسبانية والبريطانية الي ما وراء المحيط ولا أن اذكرك كيف استطاعت فرنسا ان تبسط نفوذها علي نصف القارة الافريقية ولا البرتغال ....

ولا أمجد هنا التوسع ولا الاستعمار ولكن أريد انبهك الي أن كل الذين ماتوا تحت رايات تلك الدول من الجنود هم الذين يعود اليهم الفضل حاليا في  رسم مكانة تلك الدول بين الأمم  وبقدر جيوشك وقوتها و انتشارها بقدر صوتك في المحافل الدولية يا محمد يحظيه ,,,,,

أعلم انه يسوؤك حين تسمع ان لدينا جنودا يشاركون في حفظ السلام في وسط افريقيا ويغيظك ذلك كما الأعداء ٌ، قد تقول إن دماءنا تسيل هدرا في حرب لا تعنينا لكنك خاطيء وواهم في تصورك الرجعي فلو كان بمقدور جنودنا الوصول الي بورما لوصلوها وما ذلك علي الله بعزيز ولماتوا دفاعا عن الحرية وعن العدالة وعن الديموقراطية وعن الإنسانية 

اين أفكار أساتذتك ومعلميك هل نكصت علي عقبيك و كفرت بهــــا .....

هناك في مالي إخوان واشقاء يعولون علي جنودنا في حمايتهم وانتشالهم من حياة الفوضي والخوف التي يرزحون تحت وطأتها منذ زمن طويل 

فهل ترضي أن نشبك سواعدنا وننتظر غيرنا ليحميهم .؟ 

هل تحاول أن تنتزع رجولتنا وشجاعتنا وتترك لغيرنا قطاف النصر .؟ 

العالم قد تتغير والوتر الذي تعزف عليه لم يعد يستهوي احدا والشعب يفهم جيدا ان جنوده لم يحلفوا القسم ليناموا ويستمتعوا بقصص الجدات بل ولدوا ليحقق النصر وليرفعوا عاليا علم بلادهم بين الأمم ....

يموت المرء علي ما عاش عليه وقيل إنه يبعث عليه هذا ما يبشرنا ويطمئننا علي مصيرك يا ولد ابريد الليل