موريتانيا....بين نظامين

سبت, 14/10/2023 - 11:05

موريتانيا........ بين نظامين 

التفت الى جاره وسأله : هل تضربك زوجتك

قال : نعم 

فهل تسمح لك بالبكاء قال : نعم

أنت محظوظ أما أنا فتضربني وتمنعني البكاء...  

أسوء مافي الألم هو الألم المكتوم و الجرح المضمد على وجع

والشوكة البالية المغروزة تحت البؤبئ أو بين الظفر واللحم....

كان ولد عبد العزيز حجاج موريتانيا نهب وظلم و أشبع البلد بطشا ونهبا ...

لكنه مع ذلك كان ينزل الناس منازلهم ويحتفظ للناس بمكاناتهم ويقدر في الغالب تضحيات من خدموه ومسحوا عن وجهه التراب ...

وافضل من ذلك بكثير أنه وبينما هو منهمك في بطشه ونهبه لا يلتفت الى الوراء ويمنح الناس حق التنفس وحق الأنين وحق التذمر وحق البكاء وحين يثورون ضده وينتقدونه لا يهتم بهم ولا يعلق عليهم ولم يفكر يوما بسجن من أساء إليه لأنه مشغول بما هو أهم عنده وأكبر.....

أما هذا النظام فعينه مصوبة الى كل صغيرة قبل الكبيرة وحين تصعر خدك له يقطع أذنك في الخد الثاني وحين تبتسم سخرية منه ينتزع لك ما بقي لك من الأسنان بعد السوس والأوجاع......

وحين تتنفس من منخريك يغلق لك واحدا وحين تتمادى في التنفس يغلقهما لك معا.....

ان انتقدته فصلوك وعزلوك وسلخوك 

وإن وقفت في وجه قراراته استباح وجهك وقفاك....

كانت عين ولد عبد العزيز وراء كل وزير وكل مدير وحتى بواب لذلك لم يكن أحد ليتصرف دون أن يحسب له حسابا...

يخرق القانون حين يستشعر أنه قد يهدد التماسك الإجتماعي ويتدخل شخصيا لتوجيهه لأنه يعرف هذا الشعب ونقاط ضعفه وأن العصا ليست هي الوسيلة المثلى 

لتقويمه .

أما هذا النظام فباسم المجهول ترك لكل وزير حبله على غاربه فانتشر البطش و شاعت المحسوبية في غياب الرقيب و في عهدٍ الأنسبُ أن نسميه عصر الضعف في الدولة الموريتانية.. 

عهد المواطن البسيط فيه تطارده فيه السجون و شفرات المقصلة و حبال المشانق ....

حين تتكلم يقطع لسانك وحين تتضور من الجوع يبقر لك بطنك وحين تومئ بالرفض تجد نفسك وراء القضبان......

كم من مجموعات وجدت نفسها على قارعة الطريق بعد انتزعت منها كل الإمتيازات التي منحت لها في عهد الأنظمة المتعاقبة و سلمت أزمتها لمن لا يعرفها ولا يهتم بشأنها ....

كم من أطر ووجهاء و مثقفين استلبت معارفهم وأجبروا على طاعة خريج سجون أو خريج شوارع.....

تعيينات على الأهواء وحظوظ حسب المعرفة والقرابة والصداقات وصفقات للتراضي حين تكتب عنها تودع اللوح والقلم.....

الليل طويل في عهد النظام بعد وجبة دسمة من الأخلاق وشراب معتق من الوعود المستعصية على الهضم والنهار منه أطول وانت تجوب الشوارع بحثا عن قطعة خبز منسية وجرعة ماء ٱسن عزف الكل عن شربها.....

اليوم أنت في وظيفة وحين تسعل من ثقلها مشاكلك تزاح منها وتستبدل بمن لم يعرف الطريق بعد الى تهجي الحروف....

وحين تذكر بك وبشهاداتك وبخبراتك تضرب بالسوط والساطور والكرباج وتجبر على سماع اللحن القديم 

فغض الطرف إنك من نمير

فلا كعبا بلغت ولا كلابا.....

فمن أنت لتتقدم 

من أنت لتتكلم 

ومن أنت لتحلم .....