كذبة المليون شاعر

سبت, 22/10/2022 - 21:46

كتب الاستاذ محمد محمود ولد شياخ

 

قرأت أغلب روايات نجيب محفوظ خاصة 
خان الخليلي
زقاق المدق 
والثلاثية : بين القصرين السكرية قصر الشوق 
اللص والكلاب
والسمان الخريف
الكرنك
أولاد حارتنا 
كما قرأت أغلب روايات جرجي زيدان 
فتاة غسان 
أبو مسلم الخراساني وغيرها 
وبعدها شدتني روايات عبد السلام العجيلي 
خاصة باسمة بين الدموع التي قرأتها مرات عديدة دون أن أن إمل قراءتها 
من ثم عرجت على مؤلفات غادة السمان وطالعت بنهم كتابها الجسد حقيبة سفر 
قرأت الكثير والكثير من الروايات لكنني، حين بدأت في قراءة الروايات الموريتانية الحب المستحيل و الاسماء المتغيرة منينة بلانشيه وغيرها أصبت بخيبة أمل كبيرة ولم استطع إكمال أي منها لأنها لا تستحق القراءة بالنسبة لي اقتباس في اقتباس في محاكاة فاقدة الجمال ومبتورة الخيط الرابط بينها والمتلقي 
بالنسبة للشعر القديم قرأت الوسيط ومافيه من شعر وحفظت الكثير منه 
لكنني والحق يقال لم يعجبني من الشعر الموريتاني القديم سوى شعر ولد محمدي وولد الشيخ سيديا سيدي محمد 
غيرهما بالنسبة لي متكلف الشعر وكان من الأولى أن لا يوضع شعره في خانة الشعر بل أن يؤخر حتى يطحن مع عبقرية آلمودات و تفاهات المجانين 
أما الشعراء المحدثون فلا يستحق منهم لقب الشاعر عندي الا لمرابط ولد دياه غيره (الا بركت صالحينو)   
لمرابط يخرج الشعر من فمه مصاغا مرصعا لا تكلف فيه ولا اقتباس ابداع ما بعده ابداع ولغة رصينة لا يمكن أن تجدها عند غيره ولولا أنه عاش، بيننا لقلت إنه ولد في أكناف الأندلس أو بغداد...... 
الموريتانيون لم يبدعوا في الشعر العربي الفصيح مثلما ابدعوا في الشعبي 
لذلك فإن وصفهم ببلد المليون شاعر هو كذبة كبيرة تم طحنها مع دقيق ولد اجنبه في هاوونه العالق بين السماء والأرض... 
ولا غرابة إن طبلوا أو زمروا لرواية تافهة كعبقرية آلمودات أو رقصوا تأييدا ومساندة لقصة فظمة بين الكلمات
لانهم تعودوا المجاملة و تمرير السفسطائيات.... 
وإذا كان عصر سيطلق عليه بعد رحيلنا الانحطاط الثاني فسيكون هذا العصر الذي اختلط فيه الغث بالسمين والحابل بالنابل و غابت فيه الحقيقة والأدب الرفيع