الشيخ محمد يحي بن سيدي محمد بن سليمة، فقيه مؤلف من قبيلة أبناء يونس ، أخذ عن والده، وعنه أخذ الشريف سدين بن مولاي الحسن والشيخ ملاي علي (الداه) بن باب حسن الشريف.
كان يميل إلى النظر فادعى الاجتهاد وصرح بذلك ، وأنه ليس دون الإمام مالك والشافعي، ولا أحمد ، ولا أبي حنيفة، ناهضه في دعواه محمد يحي الولاتي، وجرت بينهما مساجلات مشهورة، وكان قد أنكر على الطريقة التيجانية بعد أن اعتنقها ، فأدى ذلك إلى نقاشات ساخنة مع أهل ولاته، تسببت في هجرته عنهم إلى مدينة النعمة.
لم يُخلف محمد يحي ولد سليمه الولاتي من يسترجع مناقبه ويحافظ على مؤلفاته ، لذالك اختلطت حقوقه الفكرية! بمؤلفات محمد يحي الولاتي مع ان كلهم معروف باسم "الولاتي"
له مؤلفات كثيرة تربو على المئة والستين أكثرها اختصارات لكتب معروفة منها : ” التيسير والتسهيل لمعرفة أحكام التنزيل (ذكر فيها آيات أحكام القرآن مرتبة على ترتيب أبواب الفقه)، واختصار صحيح البخاري، واختصار الموطإ مطولا ، وموجزا، واختصار خليل مع زيادات، ونظم خليل بشكل موجز سماه فتح الجليل (في 3000 بيت).
وشرح المرشد المعين لابن عاشر، ونظم” السعادة الكبرى، في فقه مالك، وكذلك السعادة الوسطى، والسعادة الصغرى” وكلها في فقه مالك، واختصار بداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد.
كما ألف اختصار جمع النوازل التسع لانبوي الولاتي، ونظم في الأصول (في ألف بيت)..
كما ألف في النحو والصرف، وفي الناسخ والمنسوخ من القرآن الكريم، وفي مصطلح الحديث ،وفي علم المعاني والبديع والبيان ، وفي علم النجوم وفي الحساب.
كانت للرجل موسوعية نادرة مكنته من طرق كل أبواب المعارف في عصره، كما كانت له مناظرات كثيرة مع علماء عصره خاصة الذين تبنوا الطريقة التيجانية في التصوف، ومن أشهر من جادله في ذلك العلامة محمد يحي الولاتي وآخرون من أهل ولاته.
توفي الشيخ محمد يحي بن سيدي محمد بن سليمة رحمه الله تعالى عام 1354هـ موافق1936م.
يقول محمد يحي بن سيدي محمد بن سليمه اليونسي:
والْفِقْهُ لاَيَجُوزُ الاقْتِداءُ بِهْ بَلْ هُوَ تَخْمِينٌ يُرَدُّ فَانْتَبِهْ
وَإنَّمَا الرَّاجِحُ والْمَشْهُورُ كَصَنَمَيْنِ أيُّــــــهَا الْمَغْرُورُ
المصدر موقع صوت