ررت هذا اليوم أن اوضح مسألة لم اكن أريد الخوض فيها لكن الظروف الحالية حتمت الحديث عنها
لم تكن علاقة ولد عبد العزيز بغزواني علاقة عادية او عابرة او بسيطة بل كانت قوية ووطيدة فكل واحد منهما يعرف الاخر ويعرف ما يريده ظاهريا علي الاقل
وكانت رصاصة اطويله مفصلية ومن خلالها فهم الناس عمق تلك العلاقة والعهد الذي ستستنبط منه كلمة تعهداتي بعد ذلك بسنوات وللعهد عندي معناه .
وثق ولد عبد العزيز في الغزواني وعن طريق عيونه المتغلغلين في النظام ادرك ان صديقه رفض الاستجابة للاخوان او ان يصدق ايمانهم المغلظة بنهاية عزيز في مستشفي بيرسي .
انتهت المحنة وبدات مرحلة جديدة واستمر ولد عبد العزيز في الحكم من جديد دون ان يعكر صفوه معكر .
ثم وسوس له الشيطان وبطانة السوء ان صديقه لايهتم بالحكم وانه هو الوحيد الذي يستطيع ان يحرك السفينة وان ينتشل الدولة مما هي فيه ففكر وقدر ثم فكر وقدر وبعدها قرر ان يحرك بيادقه الصغيرة في البرلمان وبعض شيوخ القبائل من اجل العزف علي انغام المأمورية الثالثة مذكرين بأن هناك برنامجا لا بد ان يكتمل برنامجا بدأه ولد عبد العزيز ووحده ولد عبد العزيز القادر علي اكماله.
كان غزواني يراقب عن كثب الوضع ويحس انه اصبح محاصرا ومراقبا وصديقه الذي عرفه قد تغير وارتقت به طموحاته واحلامه الي ان الشعب باكمله لم يعد يريد مغادرته
وكانت ردة فعله المهادنة و مسايرة الركب وحتي التظاهر بالرضي عن فكرة المأمورية الثالثة ولاثبات حسن نيته قرر ان يسر برضاه لشخص من نوع خاص شخص سيعلنها للملأ فاختار بيجل وكانت النتيجة ما اراده
اطمأن ولد عبد العزيز ان زمام الامور اصبح بيده لكنه كان يمسك الوهم والسراب
ولقد تمادي غزواني في مسايرة نزوات ولد عبد العزيز وحتي نزوات محيطه وكان اصدقاء ولد عبد العزيز وقرابته يتصلون به في اي وقت ومن دون تحفظ وحتي انه كان يلقب احد الوزراء المقربين جدا من عزيز بشيخنا حتي لا ينتبه لشيئ ولقد اوصل البعض منهم غرورهم واعتقادهم الخاطئ انه حتي ولو ترشح غزواني لا خوف منه في النهاية لانه سيسلم الحكم لعزيز متي اراد ....
انتهت فكرة المأمورية الثالثة واطمأن الجمع ورشح غزواني الذي بقي صامدا كتوما لا يبوح لاي احد بما يخالجه لانه لا ثقة في أحد الا من رحم ربي ،...
واخيرا نجح غزواني وبدا متأثرا وبالغ في ذلك وهو يخاطب الرئيس الاسبق وحرمه حتي لا يتسرب الشك الي نفوسهم وانتهي التنصيب وغلقت ابواب القصر ورحل عزيز الي الخارج واسدل الستار .
وبدأ العهد الجديد
كان اول اجراء قام به غزواني حين دخل القصر هو مسح جميع ارقام المقربين من عزيز حتي (شيخنا الوزير) ثم بدأت المعركة الحقيقية وكانت ذكري الاستقلال بداية الشرارة بعدها تخلي غزواني عن بازب و كل عناصر ولد عبد العزيز المزروعة في القصر او اغلبها علي الاقل.
كان ولد عبد العزيز في منفاه (بريطانيا) الذي اختاره حيث صديقه الوفي اسلكو ولد ايزيدبيه فهناك خطط وهناك دبر ومن ثم حان وقت التنفيذ
عاد ولد عبد العزيز الي انواكشوط واخذ يبحث عن نقاط ضعف
دخل الحزب وطرق باب المرجعية فتخلي عنه كل مقربيه فالوضع قد تغير وصديقه لم يعد ذلك الذي كان ياتمر باوامره حين كان رئيسا
حرك اعلامه ومدونيه لكن اي احد لم يستجب له فاختار الابتعاد ليبحث عن سبيل جديد ..
لكنه نسي ان ملف الفساد الذي كان يشهره في وجوه مناوئيه هو نفسه الذي سيواجه به..
اصبح يصارع وحيدا ومن دون نصير وتوالت الضربات عليه والتي كان آخرها اعلان اعيان مجموعته دعم الرئيس غزواني وبرنامجه تعهداتي
لقد فشل كل ماخطط له الرجل في بريطانيا مع سفيره السابق فشل في تعلم الانجليزية التي ادعي انه في رحلة البحث عنها ولم يتعلم منها الا goodbye
لقد فشل ليس بالعنف ولا بالمواجهة بالقوة بل بالعقل
لقد انقلب عليه غزواني وافشل كل مخططاته في الرجوع الي الحكم او تحقيق حلمه بالمامورية الثالثة
وانتصر عليه بالعقل وبالتغاضي عن زلاته وزلات المحيطين به حتي احكم القبضة علي الحكم ولو كان واجهه بغير الحكمة لما انتصر عليه ..
اليوم وبعد ان استتب الأمر و خضعت الدولة لنفوذ غزواني بدات معركة اخري وهي التخلص من كل الالغام والقنابل الموقوتة التي زرعها ولد عبد العزيز في جسم هذا النظام و العدالة وحدها كافية لتطهير هذا الوطن من كل المفسدين
كتبه الاستاذ محمد محمود ولد شياخ