افتتاحية أنباء الشرق
نشر الاستاذ عبد الرحمن ودادي رسالة مصورة مقتضبة تضمنت استهدافا خاصا لمدير الجمارك قذفا وتنقيصا و إهانة يبدو أنها كانت مبيتة ومطبوخة في ظلام دامس مع أيادي خفية اعمتها الغيرة عن رؤية ما حولها.
لقد أساء ولد ودادي الي نفسه قبل ولد المامي كما اساء الي متابعيه الذين استنقص عقولهم وسخر منهم بمقارنة لا وجه لها ولا مسوغ ..
لقد نسي الرجل ان مفهوم البطولات والابطال يختلف من عصر الي عصر
ففي القديم كان يسمي بطلا كل من استطاع ان ينازل أسدا في ساحة الوغي
افاطم لو شهدت ببطن خبت
وقد لاقي الهزبر اخاك بشرا
اذن لأريت ليثا ام ليثا
هزبر اغلب لاقي هزبرا
وكان يسمي بطلا كل من قري ضيفه واكرمه
وفي التاريخ الحديث تغير المفهوم حسب المجتمعات وحسب الظروف وحتي أنه قد وصل الامر بان اصبح البعض يوسم بصفة البطولة حين يقتل أخاه شقيقه علي نهج الجاهلية رفضا للضيم تماما كما حدث بين عمرو بن كلثوم وعمرو بن هند ..
خلاصة القول ان لا وجه للمقارنة بين انسان بدايات القرن العشرين وانسان القرن الواحد والعشرين ...
فقد يدخل الاول التاريخ بسبب نصبه لكمين لكتيبة او فرد واحد من المستعمرين لكن هذا لا يمنع ان يدخل ابطال أخرون التاريخ ويتجاوزونه بانجازات اعظم بأكثر كان ينقذوا الاف الارواح من الجوع او يعيلون مئات الاسر او يكتشفوا لقاء لوباء فتاك او يمنعوا حروبا من ان تقع
وقد يدخله آخر وينصب له تمثال فقط لانه اكتشف قارة كانت موجودة قبل ميلاده.
ولابد انك تتذكر انه في بدايات النشأة كان الناس قلة وكان من يوصفون بالابطال في تلك الفترة اقل صبرا من انسان العصر الحديث
ولكل زمان دولة ورجال ...
انت في ذاتك الان تعتبر نفسك بطلا وقد يعتبرك غيرك من العاجزين عن ايذاء أحد بطلا لا لبطولة حققتها وانما فقط لأنك أسأت الي شخص لايريدونه ويغارون منه وغير قادرين علي مواجهته..
انت بطل يا عبد الرحمن لانك قلت ما كانوا يريدونه لكننا قد نقارنك مع شعراء في الجاهلية اصحاب السنة شداد يستخدمهم بعض اشراف العرب للنيل من خصومهم ..
في موريتانيا الكثيرون يشكون في المقاومة التي تدعي الان انك تحارب من أجلها وانك تدافع عن ابطالها لكن ذلك لا يقلل من قدرها وقدرهم وتخليدهم ورفعهم بالاوسمة رغم أنه لا ينفعهم في الاخرة الا إنه لا يضر وهو فقط من باب الاعتراف بافضالهم وبالرغم من كل شيء الا انه يجب ان لا يكون هذا التكريم حاجزا امام تكريم آخرين جاؤوا من بعدهم و ضحوا بحياتهم ووقتهم في خدمة شعوبهم و أوطانهم وحافظوا علي بلدهم ولم يتركوه لتعبث به أيادي الغدر والتمزيق والفتن وقد اضعاف ماقدمه الاوائل
القديم ليس بالضرورة هو الافضل فابوجهل كان قبلك وكان سيدا في قومه لكنه بالتأكيد لم يكن أفضل ...
قد نفهم هجومك علي ولد الددو وولد سيدي يحي وغيرهم من علماء الأمة بسبب طموحاتك غير المحدودة للوصول الي مرتبة المفكر وارضاء مثلك الاعلي...
لكننا بالتأكيد لن نفهم انتقاءك لمدير الجمارك وحده دون غيره ممن شملهم التوشيح لتصب عليه جام غضبه ولتتهمه وتقذفه جزافا واعتباطا دون أي دليل ..
لماذا الداه وحده دوت غيره؟
هذا السؤال يجعلني اشك في نواياك الحقيقية والجهة التي تقف وراء هجومك هذا واستهدافك للرجل وهي معروفة ولا تحتاج الكثير لمعرفتها ..
لكن استطيع ان ابشرها أن املها قد خاب وان توشيح الداه ولد المامي كان مستحقا
وليمت اعداءه بما حققه من انتصارات وما يسحققه بإذن الله
أما هم فلن يبرحوا ماهم فيه من سقوط وهبوط ...
والقافلة تسير ....