
طلقنا الاستعمار بالثلاث ١٩٦٠
طلقنا ولم يرغب في البحث عن محلل للعودة الي احضاننا
ببساطة لانه تعب منا ومل صراخنا وآهاتنا وصراعاتنا التي لا تنتهي أبدا كما مل دكتاتوريتنا التي تعشش في ادمغتنا واستعباد الاخ منا لأخيه واضطهاده له من دون سلب
مضي الاستعمار وبقينا كما كنا ومازلنا بعد ستين سنة كما كنا لم نقم باي تحديث ولا نفكر في أس تغيير
تركنا علي لائحة الانتظار ومازلنا علي هامشها ٢٠ خطوة الي الأمام والف خطوة الي الوراء ..
وحين جاء هذا النظام استبشرنا به خيرا
كنا اول من سير المسيرات ونظم المبادرات طمعا في التغيير والقطيعة النهائية مع الماضي وكل تبعاته لكن أملنا خاب حين وجدنا أننا كنا نسبح في سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء
أين طموحاتي ؟
وأين هي تعهداتي ؟
مازالت مجرد وعود واضعاث احلام
ومازلنا كما كنا قبل ٦٠ سنة الي الوراء
في زمن المشيخة التقليدية
في زمن الوساطة والتعيين علي أساس اسم الاب واسم الأم والجدة
والتعيين والترقية علي الصداقة مع الرئيس ومحيطه والتعيين علي العلاقة بالوزير والجنرال والقائد ومدير الديوان .
وفي زمن تعهداتي خابت كل الامال وانطفأت جذوة الحلم بالتغيير ..
تري أمامك فلا تجد غير السراب وتلتفت يمينك فلا تجد غير العذاب ويسارك العقاب وحين تطلب النجدة من خلفك فلا تجد غير الاسوار الموصدة الأبواب
هذه هي موريتانيا الجديدة
موريتانيا تآزر الذي حرمت منه مئات الاسر الفقيرة
موريتانيا صندوق كورونا الذي لم تعرف وجهته ولا المحطة التي حل بها ..
هذه موريتانيا ٢٠٢٠ التي اختلط ليلها بنهارها وامتزج الصالح فيها بالطالح وفجرها الصادق بصبحها الكاذب .....
وانتهي الامل وانتهي حلم ٦٠ سنة من الاستقلال ....