الرئيس، إن صفتك الرسمية هي ((رئيسُ الجمهورية الإسلامية الموريتانية)) وليست ((صديقَ محمد ولد عبد العزيز)).
وما كان لي أن أخوض فى علاقتك بسَلفك فى الرئاسة لو لم تتحول إلى قضية رأي عام،وإلى خطرٍ قد يهدد استقرار موريتانيا وسيرورة مؤسساتها الجمهورية.
إن يكنْ محمد ولد عبد العزيز أخاك فإن ((الكرش تلد الصَّباغ والدباغ))، ومن نفْس البطن خرج قابيل وهابيل.
و إن يكن محمد ولد عبد العزيز صديقَك فماضيه حافلٌ بغدر الإخوة و الأصدقاء، منذ استوطن قلبَه حبُّ المال والسلطة.
إنك أعرَفُ العارفين بأخيك وصديقك،وأنت مدير سابق للاستخبارات العسكرية و مدير سابق للأمن الوطني، لكنني أذكرك- والذكرى تنفع المؤمنين- بأن أخاك وصديقك لا يميز بين الطُرُق الصوفية،ولا بين ((شيخ-مقدَّم)) و ((شيخ- فريق- رفيق))،فقد تُطيح بالأول كتيبة برلمانية وقد يحتاج الثاني تعزيز المشرِّعين بكتيبة من (بازب) أو بمليشيات أخرى مهجَّنة.
حين يتعلق الأمر باسترجاع الكرسي حماية لنفسه، تتراقص أمام عينيْ أخيك وصديقك (بطولاتُه) فى نفْيِ معاوية ولد سيد أحمد الطايع، وتحييد اعلي ولد محمد فال حتى وفاته فى ظروف غامضة- رحمه الله- فيتبجح علنًا بأنه قاد ثلاثة انقلابات وأنه قادر على تنفيذ الرابع لو أراد،ثم يحدِّث حَوارييه بأنَّ ما حدث للمرحوم المصطفى ولد محمد السالك يوم 6 إبريل 1979 سيناريو قابل للتكرار.
هذا هو أخوك وصديقك الذي بلغني أنك دعوتَه لمنصة الذكرى 59 لعيد الاستقلال الوطني فى مدينة أكجوجت، ربما لتعلمه أن منصة 28 نوفمبر ((الغزوانية)) خير من منصة 6 أكتوبر ((الساداتية))؟
إن أتى فأجلسْه بمحاذاة الرئيس الذي انقلب عليه وبالغ فى إهانته،فكان الردُّ أن أشهد المظلوم الناسَ أنْ ((لاتثريب على الظالم)) .
وإن أحسستَ فى أخيك وصديقك ضجراً من هذا الموقع فأجلسْه إزاء رئيس آخر قصَّرَ فى حقه و سجن أبناءه وشهَّر بهم، ثم لا تنسَ أن تذكر أخاك وصديقك بأن الرئيسين مرضا فى عشريته وتكفلت بعلاجهما دولتان شقيقتان، بينما كان هو منشغلا بتكديس المال الحرام الثابت والمنقول.
وإن لم يستطبْ أخوك وصديقك هذين المَكانين فأقعدْه قبالة معارضين شتمهم وعيَّرَهم بنسْلهم وعِرقهم وضايقهم فى أرزاقهم وحرياتهم أيما مضايقة.
وإن لم ترُقْ هذه المواقع لأخيك وصديقك،فإن مكانه الأنسب سيكون فى المنصة المكشوفة دون لثام (أحمد لمقومَتْ)) ووجها لوجه مع سكان أكجوجت الذين شرد من أبنائهم رجالا فضلاء ووطنيين كمحمد ولد بوعماتو وأحمد باب ولد اعزيزي ولد المامي، واستنزف خيرات ولايتهم،وتركهم فريسة للفقر والجوع.
اعلمْ – يا سيادة الرئيس- أن تهوُّر أخيك وصديقك قد يؤدي بموريتانيا إلى منعطف جديد من عدم الاستقرار،وواجبنا أن ننصحك، وواجبك أن تتحمل المسؤولية فأنت رئيس كل الموريتانيين ولستَ فقط صديق محمد ولد عبد العزيز.