النونه دوحة العلم والعطاء
هو العلم المميز والفتى المبرز ، أعجوبة دهره وفتى مصره ، العلامة : محمد الأمين ولد محمد المختار ولد الطالب أعلي الجماني ، ينتهي نسبه إلى الولي الصالح الشيخ الطالب صديق المشهور بالولاية والصلاح.
ولد سنة 1880- 1958 بالحوض الشرقي ، حفظ القرآن الكريم وتضلع في العلوم الشرعية و نبغ فيها .
ثم سافر إلى منطقة القبلة و أستمعإلى العلامة : محمذن فال ولد متالى
والنونه هو لقب الشهرة الذي عرف به بين العامة، يعتبر النونه أحد أساطين العلم تشد إليه الرحال طلبا لعلمه ومشورته وعطاءه ، منفقا في سبيل الله عاطفا على الفقراء والمحتاجين ، محبا للخير .
وسأحاول أن نختصر في هذا المقال مراحل هامة من تاريخ وعطاء هذا الولى الصالح الذي نبغ في مجالات معرفية شتى متقدما على عصره ، كان رحمه الله متخصصا في في علم الهيدوجرافيا ، ببصيرة إلاهية لا تخطئ التقدير ، وضعها في خدمة الناس شارك وبكل تجرد في وضع لمسات باقية على أغلب آبار الحوض الشرقي عمقا وصعوبة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
بئر المبروك ، دياده ، أم آفنادش ، وركن ، زنكر ، فرع الكتان ، سايلة، أطويل ، بوعش ، أنول ، سيفان ، لعبير ، لعوج، جكنياي ، أكرين بوناظر، حاسي أهل مولاي الحسن ، فدرت اولاد بوسيف ، ذيبه ، أمريحيم، البكر ، للوحيات، حاسي أهل أعمر سالك، الشعبه، اليسر، الكرامة ،زكر ، أيد كوهار .
والأمثلة كثيرة لا يريد من ذلك جزاء ولا شكورا ، ولم تنحصر إسهاماته بالتعريف على أماكن الماء فقط، وإنما تجاوزت ذالك إلى العمل بيده في طيها وترميمها إن أقتضى الأمر.
كثيرة هي القصص والنوادر التي تحكى عنه خلدها الأدباء بالشعر والنثر ، كان أحد أغنياء الحوض بمعايير ذلك الزمن ، أستثمر في الزراعة لا يتوخي من ذلك ربحا دنيويا ، وإنما استثمار ليوم تشخص فيه الأبصار ، يزرع ويوزع الحصاد على الفقراء وطلبة العلم عنده ينفق عليهم جميعا ، يطعمون ويلبسون مما يلبس منه أولاده .
جمع النونه أبناء عمه من شتات وحرص على تكوين مجتمع متكامل تسوده الأخوة والتكافل ، وكان له معاصرين من أبناء عمه شاركوا في تأسيس هذه للحمه الباقية مثل القائد : عبد الرحمن ولد الشيخ عبد القادر الملقب عبدي، امتاز بالتواضع وغزارة العلم يعلم الجاهل ويطعم الجائع ويحكم بالعدل بين الناس وكان يجلس للقضاء .
لم يأخذ النونه على قومه العشر وهي ضريبة كان يفرضها الاستعمار على الساكنة بل كان يدفعها عنهم ، كان متشبثا بدين الله بعيدا عن البدع والغلو ، واضح المقاصد قائما ليله صائما نهاره ، معلما ومرشدا وناصحا لمن سعى إليه ، باحثا عن المعرفة والرقي السلوكي ، ربى جيلا من الاسياد الأكفاء العارفين بالله وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر أبناء أخوته.
العلامة : إطول عمرو ولد بلاتي ، العلامة : الطالب أحمد ولد الديده، الذي كان مفتي بدولة الإمارات العربية المتحدة وهو شاعر مجيد وله عدة مؤلفات.
العلامه : أحمدونه ولد النونه المعروف بالفضل والتواضع .
وأخوه العالم المتمكن والزاهد المحتسب بلاتي ولد محمد المختار، وابن عمه ميني ولد محمد أحمد الذي كان ثمة في الحفظ مع ما حباه الله به من مال لم يورث بطرا ولا تكبرا .
وأخوه العالم المنفق يبه ولد محمد أحمد والذي خلد مآثر ومناقب لا يمكن حصرها كما أذكر ابن أخت النونه العارف بالله التقي النقي محمد ولد الداه ولد الخدر الذي عاصره وكان أمين سره القائم معه على تسيير قوافله أمينا مؤتمنا .
وله أي النونه أبناء عمومه لا يقلون فضلا ورشدا وشجاعة وأخص بالذكر
اولاد أحمد كلوه، إطول عمرو ، المحفوظ ، بيب ، الابطال
مانه ولد عبد الجبار ويب ولد الطالب أعلي ، وأولاد بله شداد، الحافظ ، شيخي ولد احمد شداد والزاهد القانع عبد الوهاب الملقب دهاب.
ويستدعي المقام هنا أن نذكر الحافظ بعلوم القرآن الزاهد بابتي ولد البكر الذي اشتهر بتعليم علوم القرآن الكريم وبالكرم والشجاعة وقد أوتي مزمارا من مزامير آل داوود ، كانت تلاوته تقشعر لها الأبدان وتدمع
العيون ، وذكر تواترا أن البهائم من إبل وبقر تلتف لسماع تلاوته رحمه الله وأرضاه.
وكان النونه رحمه الله كريما جوادا لا يميز في عطاءه وكرمه بين قريب محتاج وبعيد زائر ، مدحه كبار الشعراء في زمنه مثل مثل العلامه محمد سالم ولد الشين حيث يقول:
هذا أخلي سمح غيرمنقبض/
فالكف مبسوطة والوجه مبسوط
ندب أديب لا يعاب ولا/
يمل مجلسه في الدين مضبوط
علم وحلم ودين زانه أدب/
ماشان ذاك إفراط وتفريط
لا يزعقون ولم يزري الجفاء بهم /
وبينهم ثمر الألفاظ ملقوط
والإستقامة في الطاعات رغبتهم/
لا الكشف والغش تلبيس وتخليط
لا يدنسون وكل الناس ذو دنس/
لا يسخطون وجل الناس مسخوط
لا يكسلون وقد عم الوري كسل/
ما عاقهم عن سبيل الحق تثبيط
ويقول الشاعر الحساني : الحاج ولد بنك
يظل ال ماعند ظل
وي ساس ال ماه ساسي
الحيوان اعل ظهر الخل
ولخيام اعل فم الحاسي
اخوه لأمه هو محمد ولد آده الجكني أحد سادات تجكانت الحوض إن لم يكن سيدهم وكان. غنيا منفقا.
وكان النونه داعما لمقاومة المجاهد ول عبدوكه حيث نصره وآزره وتردد عليه في مخابئ المقاومة بجبال الحوض الشرقي
سيدي ولد احمد لعلي