شكرا لكل مزوري الأدوية!

ثلاثاء, 15/10/2019 - 22:10

لدي أخ أكبر من ام سنغالية قضي عشرين سنة في الجامعات بفرنسا ثم اشتغل لعشرين سنة اخري مديرا تجاريا بالخطوط الجوية الإفريقية قبل أن يرجع الي بلده ٢٠٠٢ وهو الان رئيس الصفقات بكاميك الوطنية لتوزيع الأدوية. 

اخي ساعده الله لا يفهم طباع الموريتانيين ولا هوسهم بحب المال 

ذكر لي أنه تفاجأ يوما من زيارة رجل طاعن في السن بلحية تكاد تصل سرته يمتلك صيدلية بالعاصمة 

وقد سأله هل لديكم أدوية منتهية الصلاحية فأجابه بالنفي فسأله اخي وماذا تريد بها 

فأجابه الرجل مع انها منتهية الصلاحية الا انها لا تضر وبدلا ان ترمي اوتحرق فنحن ننتفع منها.

فنهره اخي وطرده من مكتبه وهي أول مرة يثور في وجه أحد والكل يعرفه بطبعه الخاص المسالم ..

......

تستحضرني هذه القصة في ظل الثورة الحقيقية ضد تجار الموت وهي الثورة التي جعلتني أدلي بدلوي حتي اساعد في افهام جهلة النصوص..

دعوني اولا أن اشكر كل تجار الموت مزوري الأدوية..

فبضلكم ايها السادة تسممت أجسامنا وأصبح نميز بين المضادات الحيوية و المهدئات واصبح نعرف ان 

اموكسي هو نفسه كلاموكسي و انه و كيرام و اوغمانتيه كلها مضادات حيوية لكن ليس بالضرورة أن تقف ضد اي داء خاصة إذا كانت تباع في صيدلياتنا العتيقة

تعلمنا أيضا بفضلكم ايها السادة أسماء مثل رني ومعلوكس ولوماك كافسيكون وعرفنا انها تكتب لعلاج الحرقة بالطبع إذا لم تكن تباع في صيدلياتنا المقدسة

ومثل تلك الأسماء أيضا تعلمنا أسماء كدوليبران و بانادول وانتيدول والبراستماول وانها تعطي مسكنات للالام خاصة إذا لم تكن تباع في صيدلياتنا العتيقة.

ومثل كل تلك الأدوية تعلمنا أن سمكتا واكتابيلجيت و دياريل كلها لعلاجات البطن والإسهال إذا لم تكن الي نهاية الأغنية. 

وخلاصة القول لقد أصبحنا أطباء ولا نحتاج إلا الي من يثق بنا ومستوياتنا في الطب احسن بكثير ممن تجار الموت وباعتهم من المراهقين في صيدليات القتل..

ولقد تكيفنا مع السموم التي يستوردها احفاد قابيل لنا وأصبحنا مدمنين وبالتالي فإن استيراد أدوية صحيحة وقوية قد لا يناسب أجسامنا المسمومة.وهو ما يجعلنا ندعو لبقاء تلك الشركات حتي تستمر في قتلنا بطريقة الموت البطيء الذي تعودت و لا تكلنا الي وزارة الصحة وأئمة المساجد فهي علي الأرجح بنا ارحم منهم

كتبه 

الأستاذ: محمد محمود ولد شياخ