من أسوء سيئات المجتمع الموريتاني أن أغلب العلاقات فيه مبنية علي النفعية واذا اردت ان تقسم أسرة أو مجموعة قبلية فقم بتعيين أحد أبنائها حينها سينبري ثلثان من أسرته أو ٩٩ بالمائة من مجموعته ويتحولون الي أعدائه ولو تمكنوا بوشايتهم ونميمتهم من إزاحته من منصبه فإنهم حين يعجزون عن تعيين بديل له ينزوون في سجن الندم والحسرة...
في المقابل يتحول الشخص المعين الي عدو للجماعة ويبدأ في البحث عن قرابات من غير محيطه في ظل مجاهرته العداء من طرف أهله.
ليس هم الوطن هو ما يحرك المجموعات أو الشرائح بل المصالح الفردية و الطمع وحب الشهرة والنفوذ والمال ..
تفتخر القبائل كما الشرائح بالكثرة و تسعي أكثرها في الغالب الي ان تستحوذ علي أكبر نصيب في الدولة حتي ولو انعدمت فيها الكفاءة.
ولقد دأبت الأنظمة الفارطة علي اعتماد التعيينات علي اساس الكم القبلي والنفوذ ولذلك حرمت مئات القبائل من دخول الحكومات أو الاقتراب من مصدر القرار ..
الشرائح أيضا لم تنس نصيبها وتعتمد في الغالب الاستفزاز ولي الأذرع من أجل الحصول علي وظائف سامية حتي ولو كانت لا تستحقها.
في مهب الريح ضاعت الدولة ومصالحها وفي خضم التنافس القبلي تبخرت آمال الشعب و بادر العنصريون والانتهازيون من أجل توسيع الشرخ بين مكونات المجتمع وفي مقدمتهم شياطين إيرا وتواصل ..
لكن امل الشعب كبير اليوم وفي ظل النظام الجديد الذي يعول عليه الناس في رد الاعتبار للدولة وهيبتها وإسكات كل المارقين والمرجفين واعدامهم ان لزم الامر