في خضم حمي التعيينات والجنون الذي يلطم كل الموريتانيين هذه الايام بحثا عن تعيينات او ترقيات تستحضرني هذه القصة والتي ربما توضح مصير كل الوساطات المريبة والاكاذيب الذهبية التي يمارسها الكثير من مدعي المسؤولية .
ايام كان الرئيس المنتخب غزواني قائدا لاركان الجيوش طلب مني احدهم ان احضر له سيرة ذاتية ليتوسط لديه من اجل الحصول علي ترقية
فمكثت اكثر من يومين وانا اطبعها وانمقها وازينها وسلمتها له.
وبدأت استلف من هنا وهناك وانا متأكد من انني حصلت علي الوظيفة.
ويالخيبة أملي حين ذهبت في يوم الايام الي مطعم قريب من مكتب الوسيط الذي سلمته سيرتي الذاتية.
اذ ما كادت النادلة تناولني سادويشا ملفوفا بورقة وماكدت اتمعنها حتي عرفت انها ليست سوي السيرة الذاتية التي مكثت يومين كاملين في كتابتهما فماكان مني الا ان رميت الساندويش وهرعت الي الوسيط الكذاب وامسكت بتلابيبه فسقط بين يدي معتذرا وبكل برودة قال : كل السير التي اخذها اقبض اثمانا طائلة من اصحابها واسلمها في الغالب لجارتي صاحبة المطعم مقابل ساندويش مجاني كل يوم .
اذ لديها ازمة اوراق تلف فيها مأكولاتها.