بناء على تجربته الثرية، كمدير عام للشركة العربية للصناعات المعدنية (ساميا)، في استخراج معدن الجبس من هذه السبخة، يورد الكاتب مبادرات ناجحة لتصدير هذا المعدن إلى دول غرب إفريقيا(السينغال، غينيا، غانا،توگو، نيجيريا، الكونگو، الكاميرون) وآمريكا الجنوبية (باناما)، ملاحظا أنه لا توجد احتياطيات معروفة من هذا المعدن في الدول الإفريقية جنوب الصحراء، الشيء الذي يشكل فرصة اقتصادية حقيقية لموريتانيا في أسواق قريبة و واعدة.
يورد الكاتب تقييما حسب مسطرة التحليل SWOT الشائعة، والتي يتشكل اسمها من الأحرف الأولى من الكلمات الانجليزية : القوة، الضعف، الفرص، المخاطر؛ فيخلص إلى أن منجم الجبس في سبخة اندارهامشه يتوفر على مقومات تنافسية استثنائية، بالنظر إلى وجوده بالقرب من موانئ في المياه العميقة وسهولة استخراجه والكمية الضخمة للخامات وقرب الأسواق. في المقابل، ينبه الكاتب إلى أهمية التعامل الفعال مع الهشاشة اللوجستية والكابح البيروقراطي.
تعليق شخصي : بالنظر إلى أهمية الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء، فإنه يجدر ببلادنا ترقية شعبة سمادية وتأهيلية للتربة على رجلين : فوسفات بوفال وجبس اندارهامشه ؛ فمن شأن هذه الشعبة أن تطور الإنتاج الفلاحي، خاصة في منطقة النهر، وتساعد على التصدي للتبعات البيئية التي قد تنجم عن الاستغلال الوشيك لمصادر الطاقة الأحفورية.أما بخصوص الاستغلال الأمثل لمناجم الجبس على وجه التحديد في بلادنا، فقد يكون مفيدا البحث عن شركاء إسبان نظرا لتجربة هذا البلد الرائدة والطويلة في تصدير هذا المعدن وللعلاقات التاريخية والجغرافية والاقتصادية والسياسية التي تربط بين موريتانيا وإسبانيا ؛ فمناجم اندارهامشه أقرب بكثير إلى الأسواق التقليدية الإسبانية (إفريقيا الغربية، آمريكا اللاتينية) من مناجم الجبس في شبه الجزيرة الإيبيرية، كما أن اليد العاملة والمسطرة الضريبية قد تكون أكثر تحفيزا في موريتانيا منه في إسبانيا، أما الطاقة فستكون لاشك أرخص في موريتانيا، خاصة بعد استغلال حقل باندا لإنتاج الكهرباء وأفق إنتاج الهيدروجين الأخصر .
كلمة أخيرة : يشكل محتوى هذا الكتاب نموذجا لوضوح الرؤية في مجال التسيير والقدرة على مواجهة الإكراهات الميدانية والوعي بتأسيس ذاكرة تسييرية لصالح الأجيال القادمة واستقطابا للمستثمرين. فشكرا لكم سيدي على نسخة كتابكم وتمنياتي لكم بدوام التوفيق والسداد. أهدي هذا النص المتواضع إلى أطر هذا البلد ومحبيه ك-"امديونه"، بمناسبة عيد الفطر المبارك…
إسلك أحمد إزيدبيه